ورد في كتاب الشيخ الشعراوي رحمه الله
عن جزاء الإحسان والسؤال هو :
أننا في كثير من الأحوال نعمل الطيبات مع الناس فيكون جزاؤها الإساءة ونحن حائرون لاندري كيف نفعل الطيب ثم نواجه بالخبيث ؟
والشيخ يجيب ::
هناك نوعان من الإحسان :: ...

1/ نوع تبتغي به وجه الله تعالى ،،
 2/ ونوع تبتغي به وجه الإنسان .


النوع الأول ::
وعدك الله عليه الحسنة بعشر أمثالها فأنت حين تقدم الإحسان للناس مبتغيا وجه الله تعالى فإنك ستحصل على جزائك من الله الحسنة بعشر أمثالها .
ولكن بعض الناس يقدم الإحسان مبتغيا رضاء البشر لارضاء الله ،،
فهو يحسن إلى ذلك الإنسان لأنه مخلص له أو لإنه ينفق ،
أو لإنه عنده خدمة يريده أن يؤديها له ،، أو لإنه له غرضا آخر بأن يطوق عنقه بجميل أو ينال منه شيئا ،،
ذلك الإحسان ليس لله فيه شئ فأنت قمت به إرضاء للبشر إرضاء للإنسان،


وإذا كنت تفعل شيئا إرضاء للإنسان فيجب أن تنال جزاءك من البشر
والإنسان خلق ظلوما ومن هنا فإنك لاتستطيع وأنت تبتغي رضا الإنسان أن تطلب الجزاء من الله ،،
لإنك لم تفعل ذلك إبتغاء مرضاة الله ولا فكرت ثانية واحدة فيما يرضي الله أو يغضبه إنما كان كل همك أن ترضي بشرا وأن تحصل على رضا بشر وأن تنال غرضا من بشر ومن هنا كان الجزاء من نوع العمل ،، جزاءا بشريا ،،
فالإحسان حين تريد به وجه الله جزاؤه الإحسان والحسنة بعشر أمثالها مصداقا
لقوله تعالى
( أنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكورا )
فما دام لوجه الله وما دمت لاتريد جزاء من بشر ولا شكورا فإن ما تناله هو الإحسان في الدنيا والآخرة ...
ولكنك إذا أردت بهذا الإحسان بشرا وأردت به رضاء بشر فإنك لاتطلب من رضاء الله فجزاؤك من الناس يخضع لمقاييسهم وأخلاقهم ...
والإنسان الذي أنعم الله عليه بنعمة الحياة والرزق والأمن وكل نعيم الدنيا لايحصى ،،

وأحيانا يكفر بخالقه وواهب الحياة له ومعطيه كل هذه النعم فما بالك إذا كنت أنت تحسن إليه إحسانا محدودا وتريد منه الجزاء عليه ..


 

0 التعليقات:

Post a Comment